اجتاحني الصمت فعجز النطق عن التعبير
واختنقت الحروف بدواخل حنجرتي
وتعثرت الكلمات بالمرور بين شفاهي
فأبحر الخيال هائجاً مابين مد الحلم وجزر الذكريات
فأبحر الخيال هائجاً مابين مد الحلم وجزر الذكريات
ليسافر تائهاً في أعماق الحنين
فتحط رحالها كلماتي عل شواطئ الهذيان
لتستجدي الأبجدية بغيثها علها تستمطر حروفاً
تنير غسق روح استضاءت بعبثية الليالي وقارعت بشهب نورها في غياهب المتاهات تلفقها السكون برسم صوراً مدوية في سوادية الروعة فخالجها نطق أصم اختنق بلجلجات لسان عجز عن الفصح فاحتجزته مدافن البوح صريعة على فوهة ثغري لم تشأ أن تقطع روحاً من الروح فارتحلت معها إلى منافي الوجود وعاثت في مساكن هذيانها لتبني جسراً ما بين الموت والموت أقامت للروح فيه برزخاً أنارت أفقه أزليات الوجد فهام بنورانية على الحلكة ورسم بدائع التكوين بأفق ملكوتية الحس قرطاسه العبث وألوانه الجنون بحدود كائنة لا كونية وجدانية لا موجودة صمت قد رسم حدوده على خارطة الفهم فنأى عن حروف القواميس وتعجمت مفرداته واستقى سيله من منابع الهذيان فكانت رموزاً في طلاسم استقراءه هذا هو صمتي سجن قبع فيه مواليد حرفي ورسم على هوامش جدرانه علامات استفهامي وتسلقت على أدراجه إشارات تعجبي صمت انتظر معه بناء صرح نطقي
صمتي هو وطني الساكن في وجداني... هو ولادتي في رسم قهري وفرحي ...هو عشقي وترحالي ما بين الشوق والحنين ...هو ضياعي مابين ولادتي وموتي ...هو حياتي ما بين فكري ووجداني... هو فكري مابين عقلي وجنوني ...هو جنوني ما بين سخطي ورضائي ...هو رضا نفسي ما بين قضائي وقدري ...هو وجدي ما بين حلمي وواقعي ...هو واقعي مابين خيالي وحقيقتي ...هو حقيقتي ما بين ألمي وأملي... هو عنفواني ما بين هزيمتي وانكساري ...هو نطقي على سطور هذياني ...هو عشقي في نبض قلوبي ... هو مطري على صحراء وجدي... هو شموخي على سفوح وجودي... هو أوكسجين أنفاسي في اختناقات وحدتي ...هو عبادتي في محراب إيماني... هو طهري ونقائي ...فلو نطق صمتي عندها ستشيع روحي وستتبعثر حروف كلماتي ...فيا صمت دمت خالداً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق